كثير من النساء يذهبن لإجراء عمليات التجميل لكن هل فكرت إحداهن أن الجمال ليس جمال أنف وفم فقط إنما معان سامية داخلية تضفي علي صاحبتها الجمال الآخاذ.. فقبل أن تفكري في إجراء أي جراحة تجميل أسألي نفسك هل تحتاجين لجراحة نفسية أم تجميلية؟ أيهما أهم للمرأة الصورة أم الجوهر؟
يقول الدكتور صفوت كميل أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة: إن الصحة النفسية للمرأة هي حالة من المرونة العاطفية والنفسية تمكنها من الاستمتاع بالحياة وتشعرها بالجمال, مشيرا الي أن المرأة بذكائها المعهود عنها تدرك مواطن جمالها لأن التقاسيم والنحافة والبدانة واللون ليست فقط مقاييس الجمال, لأن النفس بنحو غامض مليء بالأسرار والغوص فيه يحتاج لبذل الجهد لمعرفة الحسن والقبيح في الذات والصورة الذاتيه للمرأة تعد مفتاحا ذهبيا لسعادتها..
فعلي قدر مشاعرها وكفاءتها وقدرتها علي التكيف مع المحيط بها تكون صورتها فإذا رأت نفسها نموذجا قبيحا لفتاة فاشلة فإن الفشل يكون حليفها وحين تتصور نفسها مظلومة فستجد دائما الفرص التي تئن منها فتشكو ظلم الناس وكراهيتهم وحقدهم عليها دون أن تتساءل لماذا تري عيوب من حولها وتغمض عينها عن نفسها؟..
والسبب كما يقول د. صفوت يرجع الي أنها لم تصل لاكتمال صحتها النفسية مما يشعرها بالقبح ونفور الناس منها فتلجأ لمحاولة التجميل الخارجي دون إدراك أن الصورة التي نكونها لأنفسنا بطريقة لا شعورية هي ثمرة فشلنا واخفاقنا في تحقيق السعادة لنفسنا وللآخرين, وبالتالي لايكون اللجوء لعمليات التجميل هو الحل دائما فيمكن لكل امرأة أن تصبح جميلة بمعني ان لا توقف حياتها وقلقها وتوترها عند ظنها بأنها قبيحة وتتصرف علي ذلك كما يمليه عليها الخيال الذي لاتسعي لعلاجه بجراحة نفسية تقوم هي بنفسها بإجرائها لذاتها ولعقلها لا لجسمها وتقاطيع وجهها, فالمعروف أن كآبة المظهر وشراسة الطباع والتعالي والنفور من الأخرين وعدم التعاطف مع آلامهم وأفراحهم ينعكس علي المرأة في صورة قبح حتي لو كانت ملكة جمال الكون..
لذلك ينصح د. صفوت المرأة بمحاسبة ذاتها لمعرفة هل تعمل من أجل جلب السعادة لمن حولها أو لا؟ وتتساءل هل يمكن للرتوش والتجميل إخفاء نظرتها لنفسها؟ وكيف تستعيد مافقدته من جمال الروح والبشاشة؟ وعليها إدراك أن جهازها العصبي لايفرق بين تجربة خيالية وأخري حقيقية لأنه يستجيب بطريقة آليه لما يخبره به الجزء الأمامي من المخ, والعقل غير مشير للجمال الداخلي وللجوهر الذي لايضاهيه عشرات من جراحات التجميل, ولذلك عليها بتر عوامل هدم جمالها الداخلي بنفسها وتضميد جراح تهيؤاتها المريضة بالقبح.
ويضيف د. صفوت: في النهاية للسعادة مظهر جمالي يضفي علي وجه المرأة الحسن والنضارة.. والبحث عن معني للسعادة يحتاج لجهد للغوص في أعماق النفس لإحيائه لتشعر المرأة بجمالها وجمال كل ما حولها فتقول لنفسها أنا جميلة بقيمي وبمبادئي وحبي للآخرين.. أنا أتحلي بأجمل ابتسامة رائعة.. وعيون تنطق بالصفاء الداخلي, وهذا هو الجمال الحقيقي.
اذا اعجبتك موضوعاتنا فاشترك في القائمة البريدية بالاعلى على اليسار ليصلك جديدنا يوميا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق