فوز احمدي نجاد في الانتخابات الايرانية وانباء عن حدوث تزوير

قالت اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية الايرانية إن الرئيس محمود احمدي نجاد قد حقق نصرا كاسحا على منافسه الرئيسي رئيس الحكومة الاسبق مير حسين موسوي في الانتخابات التي جرت الجمعة.
وقالت اللجنة إنه بفرز ثمانين بالمئة من الاصوات احرز احمدي نجاد نسبة تأييد بلغت 64 في المئة، اي ضعف ما حصل عليه موسوي.
وقد اعلن احمدي نجاد فوزه في الانتخابات التي شهدت مشاركة واسعة من جانب الناخبين الايرانيين.
الا ان موسوي اعلن ايضا فوزه في الانتخابات، ولو انه اشتكى ايضا من وقوع تجاوزات.
وقال موسوي في بيان نشره يوم السبت إنه "يعترض بقوة" على ما وصفها بالتجاوزات العديدة التي شابت الانتخابات.
ونقلت وكالة رويترز عن البيان قوله: "احتج بقوة على التجاوزات الواضحة والكثيرة، واني احذر بأني لن استسلم لهذه المهزلة الخطيرة. ان نتيجة هذه التصرفات التي قام بها بعض المسؤولين ستقوض دعائم الثورة الاسلامية وتؤدي الى مأسسة الاستبداد."
وافادت التقارير الواردة من طهران ان قوات مكافحة الشغب فرضت طوقا امنيا حول مبنى اللجنة المشرفة على الانتخابات وذلك بسبب مخاوف من حوادث امنية قد تحصل بسبب معارضة فريق موسوي للنتائج المعلنة.
كما افيد بأن قوات الامن حاصرت مركز الحملة التابع لموسوي ومنعت انصاره من عقد مؤتمر صحفي.
احمدي نجاد يفوز بالانتخاباتوقامت السلطات كذلك بحجب احدى الصحف الايرانية بالاضافة الى حجبها لمواقع بي بي سي.
يذكر ان على المرشح الفائز ان يحرز 50 في المئة من مجموع الاصوات على الاقل لتجنب اللجوء الى دورة تصويت ترجيحية، وقد تمكن احمدي نجاد من ذلك بالفعل حسب لجنة الانتخابات.
واعلنت وكالة الانباء الايرانية الرسمية بأن احمدي نجاد هو "الفائز المؤكد" في الانتخابات.
ولكن السلطات المختصة باعلان النتائج الرسمية جمدت اعلانها الذي كان منتظرا دون ان تعطي اي تبرير لذلك، ولكن وكالة الاسوشيتد برس افادت بأن ذلك قد يعود للسلطات الدينية العليا في البلاد التي قد تكون تحاول احتواء اي معارضة او تحرك في الشارع قد ينتج عن حالة التوتر الحاصلة بسبب الانتخابات.
ونقلت وكالة انباء فارس عن مجتبى سماره هاشمي مدير حملة احمدي نجاد الانتخابية قوله "إن المسافة الفاصلة بين احمدي نجاد وخصومه - بموجب الارقام التي نشرتها اللجنة المشرفة الى الآن - من الكبر بحيث سينظر الجمهور بازدراء وتندر الى اية محاولة للنيل من هذا الانتصار."
وقد خرج مؤيدو احمدي نجاد الى شوارع طهران للتعبير عن ابتهاجهم بفوزه، بينما قالت التقارير إن تجمعا مؤيدا لموسوي قد فرق بالقوة.
واوردت وكالة الانباء الفرنسية ان الشرطة فرقت بالقوة تجمعا نظمه مؤيدو موسوي امام مقر حملته الانتخابية. ونقلت الوكالة عن مسؤول في الشرطة قوله: "لقد مضى وقت الرقص والصراخ."
الا ان الامل ما زال يحدو مؤيدي موسوي، إذ نقلت بي بي سي عن واحدة من هؤلاء - واسمها شيرين - قولها إنها ما زالت واثقة بأنه (موسوي) سيصبح رئيس البلاد.
الا انها اضافت: "ولكنه نصحنا، مؤيديه، بعدم التصرف بتسرع وعدم الاصطدام بمؤيدي احمدي نجاد."
ويقول مراسل بي بي سي في طهران جون لاين إن الخطوة التالية التي سيتخذها موسوي تعتبر في غاية الاهمية، مضيفا بأن رد فعل المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي يعتبر مهما ايضا.
فمن الممكن ان يطعن موسوي في النتيجة المتوقعة للانتخابات، وان يعلن انها (النتيجة) لم تكن لتحصل لولا وقوع تزوير على نطاق واسع.
من هو نجاد ؟وكان موسوي قد اشتكى في وقت سابق من نقص في استمارات التصويت مما حرم الملايين من حق المشاركة في الانتخابات.
واشتكى موسوي ايضا من قيام السلطات بمنع المراقبين التابعين لتياره من الوصول الى مراكز الاقتراع، وقال إنه ينوي التعامل بجدية مع التزوير.
ويقول محلل الشؤون الايرانية في بي بي سي صادق سابا إن ما من احد توقع ان يحقق احمدي نجاد هذه النسبة، واضاف ان النتيجة اصابت مؤيدي موسوي بالذهول والصدمة.
ويقول سابا إن فوز احمدي نجاد يعني ان السياسات الخارجية والداخلية الايرانية لن تتغير في المستقبل المنظور.
ويضيف محللنا ان هذه الانتخابات زرعت آمالا كبيرة في قلوب الملايين من الايرانيين بأن في امكانهم احداث تغيير حقيقي من خلال صناديق الاقتراع، وان هؤلاء سيصابون بخيبة امل كبيرة.
ويقول إن هذه النتيجة ستعني ان الامل في احداث اصلاح في ايران بطريقة سلمية قد دخل في سبات عميق.

وكان التلفزيون الرسمي الايراني قد بدأ ببث دعوات تناشد المواطنين بتوخي الهدوء بعد وقت قليل من اعلان النتائج الاولية.

وقد اغلقت السلطات الايرانية فعلا واحدة من الصحف المحسوبة على المعارضة، كما تعرضت مواقع بي بي سي على الانترنت للحظر من جانب السلطات الايرانية.

الا ان مراسلنا في طهران يقول إنه لم ير اية ادلة تشير الى وقوع تظاهرات او احتجاجات في العاصمة صباح السبت، مضيفا بأن المشهد العام يشبه ذلك الذي كان سائدا قبل اكثر من شهرين - اي قبل انطلاق الحملات الانتخابية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق