البابا شنودة المسيحيون لاياكلون لحم الخنزير

أكد قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن الغالبية العظمى من الاقباط لا يأكلون لحوم الخنزير وأن استهلاك هذه اللحوم موجه بالأساس للسائحين فى الفنادق والجاليات الاجنبية، على الرغم من أن خبراء الصحة يؤكدون أن تناول هذه اللحوم لا علاقة له بهذا المرض الذى ينتقل عبر الجهاز التنفسى.
وأكد البابا شنودة أن مصر ليست أكثر الدول تعرضاً لهذا المرض، كما نشرت بعض الصُحف وأثارت الوهم لدى الناس، مُشيراً أن البيانات الحكومية بشأن هذا الموضوع تقول إن مصر لا يوجد بها أية إصابات من أنفلونزا الخنازير، وبالرغم من هذا أعلنت الدولة اهتمامها اللازم خاصة تجاه القادمين من الخارج، سواء عبر المطارات الجوية أو الموانئ البحرية أو غيره .
وقال البابا شنودة -فى محاضرته الاسبوعية- إننا نقدر جهود الدولة فى التعامل مع أزمة مرض انفلونزا الخنازير، مشيدا بقرار ذبح جميع القطعان، معتبرا أن الدولة تتعامل بشكل جيد مع هذا الملف واتخذت الكثير من الاجراءات الوقائية الهامة.
وأشار الى أنه التقى الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة قبل أيام واتفقا على ضرورة توعية المواطنين من خطورة هذا المرض، موضحا أنه يطمئن الى التقارير الرسمية التى تؤكد أن المرض لم يدخل الى مصر حتى الان ولا توجد إصابة واحدة فى البشر أو الحيوان.
وطالب البابا المواطنين العاملين فى تلك المزارع بالحرص الشديد وتجنب أى احتمال لانتقال عدوى هذا المرض مع إعطاء اهتمام اكبر للنظافة.
جواز التبرع بالكبد لغير المسيحيين
كما أكد البابا شنودة الثالث إمكانية التبرع بالكبد لأى إنسان مهما كانت ديانته، مُستشهدا بذلك قصة "السامرى الصالح" حينما كان إنسان مُلقى بين الحياة والموت وأن شخص السامرى - الذى لا ينتمى لجنس المريض - هو الذى قام برعايته وعلاجه إلى أن شفى، مؤكداً قداسته على أن مسألة الطب تعتبر عمل إنسانى، والعمل الإنسانى لا يتقيد بشروط .. سواء الجنس أو الدين أو اللغة أو خلافه، فالعمل الإنسانى واجب لجميع الناس.
جاء ذلك رداً على سؤال يقول: هل المُتبرع بالكبد لإنسان مريض لابد أن يكون مسيحى مثله أم من أى ديانة أخرى .. وهل الكنيسة توافق على نقل "فص كبد" لإنسان غير مسيحى ؟
وحول موضوع "الزوج الخائن" أكد البابا شنودة أن الزوج الخائن يُمكن أن يُطلق بسبب خيانته ولا يُصرح له بالزواج مرة أخرى، لكن السيدات عليهن أن يتحملن ويغفرن لأزواجهن، حتى يرجعوا ويتوبوا، وإما يتغاضين واعتباره مجرد رجل بالمنزل ويتسامحن لأجل الأبناء فى المنزل، ونصح بعرض مثل هذا المواضيع على أحد الآباء الكهنة القريبين من هذه القضايا ودراسة كيف تكون الحلول.

وفى سؤال لسيدة تقول: أنا أرملة ولىّ ابنة مُعاقة وعمرى 37 سنة وأريد أن اترهبن فى الدير أنا وابنتى .. فهل يمكن ذلك ؟.. أجاب البابا شنودة أعتقد بأنه لا يوجد دير سيقبل بمثل هذه الظروف.

وحول موضوع توقيف بعض الخدام عن الخدمة فى الكنيسة، والذى أثير على هامش العظة السابقة، أشار البابا شنودة إلى انشغاله فى الأيام الماضية، مؤكداً اهتمامه بهذا الموضوع، وأنه سيقوم بالتحقيق بنفسه فى أقرب وقت مُمكن، خاصة وأنه مازال يرصد الجديد من المعلومات بشأن هذا الموضوع.

وحول قضايا "العشور" والمقصود بها "الزكاة" يُفضل البابا شنودة على عدم اقتصار دفع العشور للأقارب فقط ولكن لكل المُحتاجين، حتى لا يتحول دفع العشور إلى واجب اجتماعى بحت، وكذلك إمكانية مُساعدة الملاجئ من مال العشور ولكن فى صورة أشياء عينية، حتى لا يقوم أمين الصندوق بوضعها كرصيد بالملجأ، فمن المُمكن دفع جزء نقدى للملجأ وبالباقى يمكن شراء أشياء عينية .. مأكولات أو ملابس مثلاً .. أو أشياء ترفيهية لأبناء الملجأ لتضفى عليهم السرور البهجة.

وفى سؤال يقول: ما هو رأى قداستكم فى الاستماع إلى الأغانى .. وهل تليق بالمسيحية .. أم لا تليق ؟.. أجاب البابا شنودة بأن للموسيقى مؤثرات على الإنسان فى حالات مختلفة، حتى أن الموسيقى العسكرية فى صفوف الجيش لها تأثيرها، فهى تعطى للجنود الحماس والشجاعة والقوة، وهناك موسيقى توقظ مشاعر ليست مُنضبطة .. وهناك أنواع عديدة من الموسيقى، مُشيراً إلى "بيتهوفن الذى كان يلعب بمشاعر الناس من خلال الموسيقى وهكذا، فكل موسيقى تؤثر فى الإنسان .. إن لم تؤثر فيه آنياً ستؤثر فيه مُستقبلاً.

وحول عقوبة السرقة خاصة التى تحدث فى الكنيسة أكد البابا شنودة على أن عقوبتها كمثل أى سرقة تحتاج لتوبة ولارجاع المسروق، فالسرقة العادية توبخ الضمير، فكم بالأولى السرقة من مكان مٌقدس وملك لله، فالإنسان الذى يسرق من الكنيسة يدل على أنه فقد ضميره نهائياً لأنه يسرق من بيت ربنا، بل ويُوجب الحرمان على السارق حتى ولو كان خادماً فى الكنيسة.
وأيضاً حول السلوك داخل الكنيسة أثير موضوع بشأن عدم احترام قدسية الكنيسة، فى إشارة أن كثير من الناس خاصة المُصورين يدخلون هيكل الكنيسة بالأحذية، فأكد البابا شنودة بأن هذا مُستحيل وسوف نطردهم من الكنيسة، ولا نسمح لهم بالدخول مرة ثانية لأن فى مسألة تقديس الكنيسة لا نجامل أحداً.
وفى سؤال لشخص يقول: أنا إنسان عصبى بسبب مشاكل الحياة .. وأريد نصيحة عندما أكون فى هذه الحالة .. وكيف أتعامل مع الأشخاص وأنا فى هذه الحالة؟ .. أجاب البابا شنودة أنت ليس عصبى بسبب مشاكل الحياة، ولكن بسبب طبعك الخاطئ، هو كل واحد مشغول يبقى عصبى .. طبعاً لا، فأنت فى كل مرة عندما تغضب تخسر من حولك وتخسر نفسك وأعصابك، فمن الأفضل عندما تكون تعبان اصمت أو اهرب من هذا المجلس أو امشى ولا تظل فى نفس الموقف حتى لا يستمر ويزداد غضبك.

جاءت هذه الأسئلة والاستفسارات خلال عظة الأربعاء الأسبوعية لقداسة البابا شنودة من الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة


اشترك الان معنا ليصلك جديدنا يوميا عبر الايميل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق