جنس المحارم وقصص شائكة

زنا المحارم هو القضية التي‮ ‬تبناها أحمد محمد عبده وهو بذرة مخرج شاب واعد وهوطالب بالمعهد العالي‮ ‬للسينما في‮ ‬فيلمه تطرق لموضوع حقيقي‮ ‬وحدث بالفعل شهر‮ ‬يوليو الماضي‮ ‬ونشرته الجرائد الرسمية وغير الرسمية عن شاب قتل اخته بعد أن مارس معها الجنس بمعاونة صديق له وذلك خشية افتضاح الأمر‮.‬

بحرفية شديدة حول هذا الشاب تلك الجريمة الي‮ ‬عمل سينمائي‮ ‬يقول‮: ‬أحمد محمد عبده الذي‮ ‬أثار انتباهنا خاصة أنه ابن مدير الرقابة الأسبق محمد عبده لذلك كانت الدهشة فلماذا انقلب علي‮ ‬التقاليد الرقابية التي‮ ‬تربي‮ ‬عليها‮. ‬يؤكد أحمد محمد عبده أن الفيلم انتاج شخصي‮ ‬له أراد به التعبير عما‮ ‬يدور في‮ ‬خياله بكل حرية مؤكدا أنه ضمن آلاف الشباب الطامحين للمعرفة نحو عالم سينمائي‮ ‬جديد‮.‬ ‮

‬سألته في‮ ‬البداية فيلم جريء ويتطلب شخصية ضد الرقابة فهل أنت كذلك؟ ‮

- ‬لست ضد الرقابة لكن من المفترض أن نكون رقباء علي‮ ‬أنفسنا أولا فقط أعطونا الثقافة السليمة وانتظروا كيف نصون الأمانة‮!‬

‬دور الرقابة عدم المساس بالأديان وعدم المبالغة في‮ ‬المشاهد الجنسية؟

‮- ‬الرقابة حاليا في‮ ‬بلدنا متشددة حتي‮ ‬حين كان أبي‮ ‬واحدا من هؤلاء الرقباء‮.. ‬انظروا الي‮ ‬أفلام الستينيات والسبعينيات كان بين كل مشهد ومشهد مايوه بكيني‮ ‬ومشهد حب ساخن‮.‬

‬هل من المفترض أن تناقش أيضا مثل هذه القضايا الشائكة مثل التي‮ ‬تناولتها في‮ ‬فيلمك‮ "زنا المحارم‮"‬والعلاقة المحرمة التي‮ ‬تجمع أخا بأخته وهل كانت هذه الفكرة فقط من أجل الشهرة وترديد اسمك فقط‮!! ‬أم أنك تريد مناقشتها فعلا؟

‮- ‬تعرضت لهجوم حاد من أشخاص عديدين وللأسف منهم مثقفون علي‮ ‬مستوي‮ ‬عال جدا واتهموني‮ ‬بأنني‮ ‬أشجع هذه النوعية من الأفكار الإباحية وكنت أتحدي‮ ‬ورغم أنني‮ ‬أيضا كنت أتوقع الرفض لفكرة الفيلم بنسبة‮ ‬90٪‮ ‬ممن حولي‮ ‬ولكنني‮ ‬لدي‮ ‬رقابة داخلية علي‮ ‬نفسي‮ ‬قررت أن أتوصل لفكرة المرض النفسي‮ ‬لبطل الفيلم الذي‮ ‬واقع اخته‮ ‬غصبا عنها وحين استسلمت له قتلها وهذا مرض سببه الكبت والحالة الاقتصادية المزرية التي‮ ‬تعرض لها الشباب وكنت أدق ناقوس الخطر فالقادم أسوأ مما هو موجود حاليا من منا لم‮ ‬يسمع عن المشاكل التي‮ ‬تقابل الأسر المصرية والطلاق الزائد من منا لم‮ ‬يسمع عن التحرشات الجماعية بالفتيات واغتصاب العجائز‮!! ‬أنا أدق ناقوس الخطر وأحذر من العواقب الوخيمة التي‮ ‬استشعرها أنا كشاب‮ ‬يعيش في‮ ‬نفس الجيل ويمر بنفس الظروف‮.‬

‬الفيلم كل ابطاله شباب هل رفض أحد ممن عرضت عليهم فكرة الفيلم؟

‮- ‬بالعكس الجميع رحب بلا استثناء وكل فتاة عرضت عليها الدور كانت تتمني‮ ‬تقديمه لكن الصورة التي‮ ‬رسمتها في‮ ‬خيالي‮ ‬لشكل الفتاة انطبقت علي‮ ‬بطلة الفيلم‮ ‬ياسمين كساب أحد اكتشافات المخرج خالد‮ ‬يوسف والذي‮ ‬عملت معه مساعدا في‮ ‬فيلم‮ »‬دكان شحاتة‮«.‬ ‮

‬كيف كانت آراء النقاد والعاملين في‮ ‬السينما؟

‮- ‬أهم الآراء كانت من أساتذتي‮ ‬الذين قالوا انه أصغر من أقدم عملا لهذه القضية وأشادوا باعتمادي‮ ‬علي‮ ‬التكنيك الذي‮ ‬اتبعته لتخفيف الفكرة والمشاهد ايضا وذلك حين اعتمدت علي‮ ‬مشهد أبيض واسود في‮ ‬عملية الفلاش باك التي‮ ‬حدثت بالفيلم والتي‮ ‬فيها أكدت أن كل هذه الأفكار ما هي‮ ‬إلا هواجس وليست حقيقة تدور في‮ ‬ذهن بطل الفيلم‮.‬ ‮

‬تناولك لهذه الفكرة سيضعك في‮ ‬رأيك في‮ ‬الخانة السوداء؟

‮- ‬لا أعتقد ذلك فقد فوجئت بموافقة الرقابة علي‮ ‬المصنفات بالتصريح بعرض الفيلم في‮ ‬المهرجانات فقط وبالفعل سافر الفيلم للمملكة المغربية للمشاركة في‮ ‬أحد المهرجانات السينمائية‮.‬ ‮

‬ما المشاكل التي‮ ‬تعترض جيلك وما أحلامك؟

‮- ‬أحلامي‮ ‬بسيطة جدا أتمني‮ ‬فقط تحويل هذاالفيلم القصير الي‮ ‬روائي‮ ‬طويل حتي‮ ‬يتسني‮ ‬لي‮ ‬عرضه علي‮ ‬الجمهور بشكل طبيعي‮ ‬حيث انه إحدي‮ ‬مشاكل جيل الشباب،‮ ‬من مخرجي‮ ‬الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية عدم وجود مساحات وقاعات عرض لها فضلا عن عدم وجود شركات انتاج تتحمس لمثل هذه النوعية من الأفلام ولك أن تخيل أنه رغم التكلفة البسيطة لهذا الفيلم التي‮ ‬لم تتعد‮ ‬7‮ ‬آلاف جنيه إلا أنني‮ ‬تعرضت لضائقة مالية ألزمتني‮ ‬الانتهاء من الفيلم وعدم تصوير مشهد آخر كان أساسيا في‮ ‬الفيلم‮.‬ ‮

‬بعد هذا الفيلم هل هناك مشاريع مستقبلية؟

‮- ‬أستعد لأفلام جريئة أخري‮ ‬منها‮ »‬إيه الحكاية‮« ‬سيناريو وحوار إسلام عبدالمعطي‮ ‬و»حياة‮« ‬سيناريو عمرو صلاح الدين ويدور حول مرض الايدز ومشكلة اجتماعية أثارت الرأي‮ ‬العام المصري‮ ‬لفترة طويلة والفيلمان أيضا سيكونان انتاجا شخصيا لعدم وجود شركات إنتاج‮!!‬


اشترك الان معنا ليصلك جديدنا يوميا عبر الايميل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق