مهرجان "كان" في هذا العام يقدم سلسلة من الأعمال المثيرة للجدل ما بين قضايا جريئة ممنوعة في بلادها مثل "حمي الربيع" أو فيلم "لا أحد يعرف عن القطط الفارسية" أو أفلام ذات بعد إنساني غريب مثل "حوض السمك" أو فيلم عنيف مثل "إبراهيم الأبيض".
"حمي الربيع" للمخرج الصيني المعارض "لو يه" تم تصويره سرا وبواسطة كاميرا محمولة صغيرة، علما بأن "حمي الربيع" لا يتعرض لموضوع سياسي لكنه يتناول المفاهيم الاخلاقية والاجتماعية السائدة الرافضة لمبدأ الحرية الشخصية المطلقة، وأحداث الفيلم تبدأ عندما تستعين امرأة شابة بخدمات للتجسس علي علاقات زوجها، لتكتشف أنه شاذ ولأن العشيق يغار علي الزوج، لذلك يقرر إنهاء علاقته بالزوج الذي ينتحر تاركا الزوجة لوحدتها تحاول الانتقام ممن حطم زواجها وحياتها.
أما الفيلم البريطاني "fish tank" "حوض السمك" للمخرجة اندريا ارنولد فيتناول الحياة اليومية لمراهقة متمردة في الخامسة عشرة من عمرها تعيش في قطيعة كاملة مع محيطها بعد ان توقفت عن الدراسة ولفظها أترابها، وفي جو أسري مضطرب غاب عنه الأب وعجزت الأم الجميلة عن لعب دورها كما يجب، فهي تحب الحياة والجنس، ولا تعبأ كثيرا بتربية ابنتيها، هذا الوضع ينقلب رأسا علي عقب عندما يدخل البيت صديق حميم للأم يحرك مشاعر المراهقة ولا يتردد في التخلي عن الأم وإقامة علاقة مع ابنتها، قبل ان يغادر الاثنتين عائدا الي حياته وأسرته، لكن "ميا" التي تعلقت به تتبعه مهددة استقرار عائلته، فيحاول إقناعها بالعودة إلي منزلها بناء علي وعد بأن يتصل بها لاحقاً، وعندما تكتشف أنها كانت مخدوعة تخطف طفلته وتحاول قتلها عبر إغراقها في البحر، قبل أن تستيقظ إنسانيتها وتنقذ الطفلة ويكون جزاؤها صفعة من الرجل الذي تعلقت به وتركها وحيدة، مرارة التجربة تدفع بالمراهقة الي البحث عن أفق جديد برفقة شاب كان يتودد إليها سابقا من دون جدوي.
ويتطرق فيلم "لا أحد يعرف عن القطط الفارسية" الذي صوره المخرج الإيراني بهمان جوهبادي علي مدي 17 يوماً فقط ودون ترخيص، إلي الساحة الموسيقية في إيران والفرق التي تنشط سراً، وساهمت في إنتاجه وكتابة نصه الصحفية الأمريكية الإيرانية روكسانا صابري التي أطلق سراحها قبل أيام بعد أن حكم عليها بثماني سنوات سجناً بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة. وشارك في الفيلم ممثلون غير محترفين، وصور علي سطوح أكواخ وفي أقبية منازل وحتي زريبة في ريف إيران، وبسرعة كبيرة علي ثلاث دراجات نارية تجنباً للاعتقال حسب مخرجه. ويقدم الفيلم المصري "إبراهيم الأبيض" للمخرج مروان وحيد حامد أجواء بوليسية عنيفة علي خلفية اجتماعية سوداء تخترقها قصة حب لا تكتمل في عالم هامشي خيالي. و"إبراهيم الأبيض" هو ثاني أفلام "حامد" الذي قدم فيلم "عمارة يعقوبيان" في 2007. وشارك في التمثيل في الفيلم كل من: سوسن بدر ووفاء عامر وفرح يوسف وباسم سمرة بأدوار صغيرة، و"إبراهيم الأبيض" من أفلام الإثارة البوليسية التي اشتهر أحمد السقا في تقديمها في السنوات الأخيرة بالاشتراك مع النجم الكبير محمود عبدالعزيز، ويظهر السقا في الفيلم مثل رامبو يحارب الأرض بمجملها ويتحول من شخص يريد الدفاع عن نفسه ضد الظلم إلي مجرم ثم إلي سفاح.. والفيلم مقتبس أساسا عن قصة واقعية لشخص توفي منذ ثلاث سنوات وحمل الاسم نفسه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق