عندما أراد كاس تساي (27 عاما) الحصول على جهاز محمول لتصفح الانترنت اختار جهاز اي فون أبل بدلا من شراء جهاز كمبيوتر محمول منخفض التكلفة.
قال تساي الذي يدرس التكنولوجيا الحيوية عن الاي فون "انه أفضل ويمكنني حمله معي عندما أخرج. جهاز الكمبيوتر المحمول (نوت بوك) صغير ولكن لوحة المفاتيح يصعب قراءتها ولا يمكنني بحق استخدامها وأنا أتحرك."
وأشخاص مثل تساي يمكنهم بحق تقرير من يفوز ومن يهزم في حرب هيمنة تلوح في الافق في الوقت الذي يبحث فيه متصفحو الانترنت عن أفضل أجهزة لاسلكية يمكنهم استخدامها لدخول عالم الانترنت. ويقول مراقبون ان الهواتف الذكية يمكن أن تكون الفائز على المدى الاطول.
ومع فقدان أجهزة الكمبيوتر الشخصية لهيمنتها كنقطة العبور الرئيسية للانترنت فان السباق ينحصر الان بين أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية.
وقامت شركات لاجهزة الكمبيوتر الشخصية مثل اسر ودل في الاونة الاخيرة باعلان أو الارتباط بعمليات اطلاق لهواتف ذكية. أما نوكيا أبرز ماركات الهواتف المحملة فتسير في الاتجاه المعاكس اذ تتحدث عن غزو محتمل لعالم أجهزة الكمبيوتر المحمول (نوت بوك) الصغيرة والمنخفضة التكلفة التي يمكن استخدامها لتصفح الانترنت أو تفقد البريد الالكتروني ولكن دون جميع الوظائف الخاصة بأجهزة الكمبيوتر الاكبر والاكثر تكلفة.
ويقول محللون ان الحرب التي تلوح في الافق في هذا المجال يمكن أن تؤدي الى منافسة أكبر في قطاعين متنافسين بضراوة بالفعل.
وتساءل بوب أودونيل المحلل بشركة (أي.دي.سي) لابحاث السوق المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "هل تحقق نوكيا نجاحا في سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية.. لا أعتقد أنها ستنجح بشكل كبير... هل تبيع شركات مثل (اتش بي) أو دل الهواتف الذكية.. لا أعتقد أيضا. انهم يدخلون في مجال عمل مختلف تماما عن مجالهم وهو أمر يجب أن يضعه الجميع في الحسبان."
ويبدأ سعر كل من الهواتف الذكية والنوت بوك عند نحو 300 دولار تقريبا للجهاز الواحد.
وتستهدف أيضا الشركات نفس المستهلكين المولعين بالتكنولوجيا الذين يريدون الاضافة لاجهزة الكمبيوتر الشخصية العادية.
وحققت أجهزة النوت بوك نجاحا كبيرا منذ أن أطلقتها لاول مرة شركة أسوستيك التايوانية عام 2007 كما أطلقت شركات منافسة أكبر مثل اسر و/اتش بي/ ولينوفو خطوط انتاجها منذ ذلك الوقت.
ولكن معظم المستهلكين قد يجدون أن بالرغم من أن أجهزة النوت بوك صغيرة بالدرجة الكافية لوضعها داخل حقيبة يد كبيرة إلا أنها ما زالت تحمل كل سمات وعقبات أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
وتساءل وارن لاو المحلل بماكواير سكيوريتيز "هل يمكن لجهاز كمبيوتر شخصي أن يعمل في ثوان ويزودني بالمعلومات التي أحتاجها بينما أنا أسير في الشارع.. على الارجح لا وأعتقد أن لهذا السبب الهواتف الذكية ستكون الافضل على الارجح فيما يتعلق بسهولة الحركة. النوت بوك ما زال جهاز كمبيوتر شخصيا وأنت بحاجة الى أن تجلس في مكان ما لكي تستخدمه. هذا ليس تحركا."
ويقول محللون أيضا ان نجاح النوت بوك يعود بشكل كبير الى خفض الانفاق الاستهلاكي نتيجة للتباطؤ الاقتصادي العالمي وليس لكونه أفضل وسيلة لتصفح الانترنت.
وقال المحلل ماثيو ويلكينز من مؤسسة اي سابلاي للابحاث "لان الدافع المالي هو العنصر الاساسي في ارتفاع مبيعات أجهزة النوت بوك فمن المرجح أن تتباطأ المبيعات عندما يتحسن الاقتصاد ويتوفر المزيد من المال لدى المستهلكين."
وتتوقع المؤسسة أن يتباطأ نمو مبيعات أجهزة النوت بوك الى 13 بالمئة في عام 2013 مقارنة مع 68.5 بالمئة العام الحالي.
وعلى النقيض فمن المتوقع أن تزيد نسبة الناس الذين يتصفحون الانترنت عبر هواتفهم المحمولة بأكثر من 25 بالمئة سنويا لتصل الى أكثر من مليار مستخدم بحلول عام 2011 في اشارة الى أن هذا القطاع سيحافظ على الارجح على نموه لفترة أطول من الوقت.
ويمكن أيضا أن يعوق غياب امدادات موثوق بها للطاقة من نمو النوت بوك في الاسواق الناشئة حيث يفضل العديد من المستهلكين امتلاك هاتف ذكي يسمح لهم بتصفح الانترنت طول اليوم عن امتلاك جهاز كمبيوتر تفرغ بطاريته خلال ساعات.
ويقول محللون ان نسب متصفحي الانترنت عبر الهواتف الذكية قد تزيد عن ذلك أيضا مع تعليق معظم شركات الهواتف المحمولة مثل (ال.جي الكترونيكس) وموتورولا و(اتش. تي.سي) آمالا كبرى على الهواتف الذكية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق