بعد طول انتظار وكثير من الاشكاليات والتوقعات التي رافقت فيلم "دكان شحادة" لخالد يوسف تم عرضه للمرة الاولى امام الصحافيين مساء الجمعة في سينما جود نيوز بحضور ابطال الفيلم الذين حاورا المخرج وابطال الفيلم بعد العرض.
وقد تعرض المخرج خالد يوسف في المؤتمر الصحفي الذي اعقب عرض الفيلم الى "المصاعب التي واجهت عرضه من قبل العديد من الجهات والتي وصلت في النهاية الى قناعة بعرض الفيلم خصوصا واننا جميعا نحرص على حب الوطن ومصلحته".
وطالب خلال المؤتمر "بالغاء الرقابة على المبدعين لانهم ليسوا اقل حبا لوطنهم من الجهات السيادية التي تقرر عرض او عدم عرض الفيلم" والمقصود هنا بالجهات السيادية عدة وزارات بينها وزارتي الداخلية والدفاع.
والفيلم الذي يدور في عالم من المجتمع العشوائي ضمن اطار شعبي يقوم على فكرة"مرثية لمصر على مدار ال 30 عام الاخيرة في مصر يقوم على ادانة سياسة الانفتاح التي وضع اسسها الرئيس المصري الراحل محمد انور السادات وما تبعها حتى الان" كما تقول الناقدة علا الشافعي.
ومنذ لقطاته الاولى يوحي بادانة كل ما يجري من خلال شريط يقدمه الفيلم لابرز الاحداث التي تتابعت على مصر في شكل استراجاعي حيث تبدأ احداث الفيلم من حالة فوضى عام 2013 ثم يعود تدريجيا في الاحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ومن ابرز الاحداث التي صورها الشريط بشكل استرجاعي الانتخابات الرئاسية 2005 وغرق العبارة المصرية التي ذهب ضحيتها 1400 انسان ومعارك الخبز واقتحام الجدار العازل بين مصر وقطاع غزه.
وحريق بني سويف الذي ذهب ضحيته اكثر من 60 مسرحيا بين كاتب وناقد وفنان وحريق قطار الصعيد الذي ذهب ضحيته المئات ونزول الجيش الى الشوارع باحداث الامن المركزي واختيار محمد حسني مبارك لرئاسة الجمهورية مع وعده انذاك بتحديد فترة الرئاسة بدورتين ومشهد اغتيال السادات.
وياتي المشهد الذروة في مجموعة كبيرة من السكان توقف قطارا وتنهب القمح الذي يحمله القطار واشتباك اثر ذلك مع رجال الشرطة في اشارة الى الفوضى العارمة التي ستصيب المجتمع نتيجة زيادة افقار مجموع الشعب لمصلحة اقل من 5 في المائة من سكان مصر.
رفد ذلك ايضا بمجموعة من الاغاني التي تحمل كلماتها وجع الشعب المصري من فقر وقمع وانتهاك للحقوق الغالبية من قبل السلطة وغيرها وهذه المشاهد كلها شكلت حجر عثرة امام عرض الشريط حتى مر على غالبية الجهات السيادية والمقصود بها هنا وزارتي الداخلية والدفاع وغيرهما من السلطات حتى سمح بعرضه مؤخرا.
وتلعب هيفاء وهبه في هذا الفيلم دورا يرمز الى مصر المقهورة والمغتصبة في حين يلعب حبيبها عمرو سعد دور الشعب المصري المسامح والطيب والكريم وشقيقته غادة عبد الرازق المراة المقهورة التي تعرف الحق ولاتعرف كيف تستطيع تحقيقه لانها تفتقد القدرة والقوة على تحقيق العدل امام جبروت الشقيقان الاكبر من زوجة اخرى واللذان يمثلا السلطة والتي ترى فيهما الشافعي "رمزين لسلطة السادات ومبارك في حين يمثل الاب محمود حميدة مرحلة عبد الناصر".
وجاء اداء هيفاء وهبة في دورها المركزي في اول ظهور لها على شاشة السينما من خلال هذا الفيلم اكثر من المتوقع واقل من المستوى الدرامي الذي تمثله اما غادة عبد الرازق فجاء دورها جيدا وقدمته بشكل مؤثر واخاذ وهذا ما ينطبق على عمرو عبد الجليل لوكان دوره مكتوبا بعناية اكثر وعمرو سعد وبقية ابطال الفيلم.
بعد الشريط تظهر الفنانة ريم حجاب التي تقوم بدور الزوجة الثانية لمحمود حميدة بعد ان هربت زوجته الاولى منه مع رجل اخر تاركة وراءها ولدان وفتاة وكان يعمل في حديقة احد باشاوات مصر والذي يمثله الفنان عبد العزيز مخيون.
يقدم يقدم الباشا مخيون للمحمود حميدة قطعة ارض يبني فيها دكانا يبيع في الفواكه التي تنتجها الحديقة الا ان يتحول الى تاجر للفواكه هو ابنائه الثلاثة من زوجته الاولى وابنه شحاتة من زوجته الثانية التي توفيت خلال ولادته.
فيطلق على الدكان اسم شحادة الذي يؤدي دوره عمرو سعد وهو شاب يافع الذي يضطهده اخوته طوال الوقت لان والدهم يحبه اكثر منهم يرتبط بعلاقة عاطفية مع هيفاء وهبة التي تعمل خادمة في منزل الباشا وفي نفس الوقت هي شقيقة البلطجي عمرو عبد الجليل الذي يسعى لانهاء العلاقة العاطفية بينهما سعيا وراء مصلحته والحصول على اكبر قدر من الفوائد المالية من وراء زواجها.
وضمن مؤامرة يتم سجن شحادته بعد وفاة والده من قبل اخوته وشقيق خطيبته ويتم حرمانه من ارثه بعد بيع الدكان بمبلغ كبير لاحدى السفارات التي اشترت بيت الباشا وحديقته.
وبعد خروجه من السجن يسعى للوصول الى اخوته مسامحا اياهم ويدخل في عدة مشاجرات دفاعا عن المستضعفين ليكتشف ان شقيقه الاوسط تزوج من خطيبته ويقوم با غتصابها يوميا لانها لازالت رافضة له ومخلصة بحبها للشقيق الاصفر.
وقد اصبح اشقاؤه تجار فاكهة كبار ينجح في الوصول اليهم خلال حفل زفاف ابن شقيقه فيدخل مكان الفرح حاملا بطاقة ابيه ومفاتيح الدكان ليقدمه لشقيقه الاكبر في الوقت الذي شقيقه الذي استولى على خطيبته فيقوم بقتله لينتهى الفيلم ومشهد من حالة الفوضى تسود المجتمع.
الفيلم ينضح بالسياسة والانتقادات الجارحة وهو ما اعتبره الناقد محمود الكردوسي "فيلما جيدا اثقلته السياسة وكان لسياسة ان تقل قليلا لياخذ الفيلم مجراه الفني والابداعي".
اشترك الان معنا ليصلك جديدنا يوميا عبر الايميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق